ذكرت تقارير أوروبية أن الزيارة التي أجراها العاهل السعودي الملك عبدالله لتركيا طليعة هذا الشهر كانت خطوة أولى في اتجاه تشكيل "كتلة سنيّة" لوقف المد الشيعي الإيراني، مشيراً إلى أن الزيارة الأولى التي يجريها ملك سعودي لتركيا خلال 70 عاماً في 8 أغسطس الجاري تمخضت عن توقيع اتفاقيات تجارية وسياسية معلنة، وكذلك معاهدات أمنية واستخباراتية سرية.
وقال موقع Intelligence Online الاستخباري الأوروبي أن أكثر الاجتماعات حساسية خلال زيارة الملك عبدالله كانت مقابلة أجراها رئيس مجلس الأمن القومي السعودي الأمير بندر بن سلطان مع أهم أعضاء مجلس الأمن القومي التركي، ورافق بندر رئيس إدارة المخابرات العامة السعودية الأمير مقرن بن عبدالعزيز وسفير المملكة لدى واشنطن الأمير تركي الفيصل.
وتركّزت المباحثات خلال هذا الاجتماع بشكل كبير على كيفية وقف اتساع الهلال الشيعي الذي أخذت إيران على عاتقها مسؤولية تكوينه، خصوصاً في العراق ولبنان.
وذكر تقرير الموقع أن السعودية أن هناك حاجة ملحة لقطع خط الاتصال الذي يربط إيران بحزب الله في لبنان عن طريق سورية، ولتحقيق هذا الأمر يكون تعاون تركيا ضرورياً من أجل فرض السيطرة على الطرق الجوية والبرية المتصلة بالأردن والعراق. وذكّر تقرير الموقع بأن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني كان قد تعاون مع إسرائيل والولايات المتحدة للسيطرة على الأجواء والطرق البرية وإجراء تفتيش منتظم للطائرات الإيرانية على الأرض، في حين أن المسارات الجوية العراقية مراقبة مباشرة من قبل الجيش الأميركي.
وأشار التقرير إلى أن الحصول على تعاون تركيا لم يكن سهلاً، إذ أنه وفقاً لمصادر الموقع، اضطر الأمير بندر للسفر أكثر من مرة لتركيا خلال الأسبوع الذي سبق زيارة الملك السعودي وذلك للتفاوض مع مجلس الأمن القومي التركي، إلا أن الأمير بندر يجد في تركيا آذاناً مصغية متمثلة في شخص رئيس أركان القوات المسلحة التركية الجنرال حلمي أوزكوك الذي سيتقاعد في 30 أغسطس ليخلفه "صقر" آخر معاد لإيران وهو الجنرال محمد يسار بويوكانيت، كما كان الضغط الأميركي على تركيا قوياً جداً، وفي المحصلة النهائية لذلك أجبر الأتراك طائرتين إيرانيتين متوجهتين لدمشق على الهبوط في دياربكر .